حط مهرجان “سيكا جاز” الموسيقي الرحال في محافظة القصرين على الحدود الغربية مع الجزائر بعد بدئه في محافظة الكاف شمال غربي توني، ليبعث الحياة بالمعلم الأثري “حيدرة” .
وموقع حيدرة، من أقدم المدن الرومانية في أفريقيا ومن أجمل المواقع الأثرية في تونس.
وخلال اليوم الثالث لمهرجان “سيكا جاز” الأربعاء، حضرت نشوة الموسيقى وسحر التاريخ و الإضاءة المميزة مع موسيقى التونسي “مالك الإخوة”، حيث تميز اللقاء بالتناغم بين التاريخ والموسيقى الجميلة.
وحضر الجمهور بكثافة حيث جاء ليستمتع بعرض “مالك الإخوة” الموسيقي وعازف آلة الايقاع “الباتري”.
وقد تحول المعلم الأثري بحيدرة إلى ساحة احتفال اعتبره العديد من الحاضرين انتصارا للحياة وإصرارا على النهل من مباهجها كما تراقص الجمهور على أنغام موسيقى الجاز والبلوز وأغاني البوب.
وقال مالك الإخوة للأناضول، إن “العديد من التحديات كانت تنتظره خاصة وأنها أول تجربة من نوعها بمكان غير مخصص للعروض الثقافية والموسيقية وبهذا الموقع الأثري بالذات”.
و رأى مالك، أن “تنظيم مهرجان سيكا جاز في المواقع الأثرية والتاريخية يعطي دافعا للمحافظات الأخرى لكي تهتم بتعزيزها”.
وأضاف، أن “العرض الذي قدمه لجمهور حيدرة، مشروع جديد عمل عليه لـ 3 سنوات مع ثلة من الموسيقيين الشباب عبر توزيع جديد لأسس الجاز والبوب والبلوز”.
والإثنين، انطلقت أولى عروض مهرجان “سيكا جاز” بالمعلم الأثري “سيدي بومخلوف” بعرض لفرقة “العيساوية” التونسية.
ويتضمن برنامج الدورة الحالية لمهرجان “سيكا جاز” الذّي تنظمه سنويا جمعية “الثقافة والتنمية” بالكاف (مستقلة) 8 عروض ستحتضنها مواقع أثرية، منها 6 في الكاف وهي “معلم سيدي بومخلوف”، وموقع “مائدة يوغرطة”، و”منجم الحديد بالجريصة”، و”منجم الرصاص بمنزل سالم، وموقع “ألتيبيروس” الأثري، و”سد وادي سراط”.
وتشمل العروض أيضا موقع “مكثر” الأثري بمحافظة سليانة (وسط)، وموقع “حيدرة” الأثري من محافظة القصرين (غرب) لتمتد بذلك إلى 3 محافظات.
“وسيكا جاز” الذي تعطل لدورة واحدة (2020) بسبب فيروس كورونا يعتبر موعدا سنويا يترقبه أحباء الجاز في تونس وخارجها، للاستمتاع بهذا اللون الموسيقي الذّي تميزه إيقاعات تتغنى بالحرية والانعتاق من كل القيود.
المصدر : وكالة الاناضول
